فصل: فصل في حكة الأذن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في المرض يعرض للأذن والضربة:

أما بقراط فيرى أن لا تعالج بشيء وأما من بعده فما يعالجون به أن يأخذوا أقاقيا ومراً وصبراً وكندراً ويتخذ منه لطوخ بالخلّ أو ببياض البيض أو لبّ الخبز بالعسل.

.فصل في حكة الأذن:

يؤخذ ماء الأفسنتين ويصبّ فيه ببعض الأدهان أو يغلى الأفسنتين بالدهن ويقطر.

.فصل في دخول الماء في الأذن:

قد يدخل الماء في الأذن إذا لم يصبّها المستحم والمغتسل فيؤذي ويورم أصل الأذنين ويوجع وجعاً شديداً.
المعالجات: مما ينفع من ذلك أن يمتص بأنبوبته امتصاصاً يجذبه دفعة ثم يصبّ فيها دهن اللوز الحلو وربما أخرجه السعال والعطاس أو يؤخذ عود.
من شبث أو شقة من بردي مقدار شبر واحد ويلفّ على أحد طرفيه مقدار ثلثه قطنة ويغمّس في زيت ويهندم الطرف الآخر في الأذن بما يهندم فيه ويضجع صاحبه ويشعل في الطرف المقطن نار ويترك حتى يشتعل إلى أن ومما ينفع من ذلك وخصوصاً في الابتداء أن يؤخذ راحة ماء فيملأ به الأذن ثم ينقلب على صاحبه وهو يحجل حجلاً حتى يخرج الجميع وقد يستخرج أيضاً بالزراقة يدخل رأسها ويجذب عمودها فينجذب معها الماء وربما أكنى في القليل منه صب الأدهان في الأذن وصبّ الألبان الفاترة مراراً متتابعة وخصوصاً إذا بقي وجع وزالت العلة.
وإن أوجع ذلك شديد أضمدت الأذن بقشور الخشخاش وإكليل الملك والبابونج والبنفسج والخطمي وبزر الكتان ودقيق الشعير بلبن النساء.

.فصل في دخول الحيوانات في الأذن وتولد الدود فيها:

قد يتفطن لدخول الهامة في الأذن بشدة الوجع مع خدش وحركة بمقدار الحيوان وأما الدود فيحسّ معه بدغدغة.
المعالجات: مما يعمّ جميع ذلك تقطير القطران في الأذن فإنه يسكن في الحال حركة الحيوان فيها ويقتلها عن قريب وخصوصاً الصغير وكذلك تقطير عصارة قثاء الحمار وحدها أو مع السقمونيا وكذلك الكبريت والزراوند الطويل والقلقديس والميعة.
ومن الجيد أن يقطر فيها سيلان لحم البقر المشوي وقد ينفع من ذلك أن يؤخذ الزيت ويجعل في الأذن ويجلس في الشمس ومن العصارات وخصوصاً اللدود عصارة أصل الكبر وعصارة أصل الفرصاد وعصارة الحوك وهو البادروج وعصارة ورق الإجاص وعصارة ورق الخوخ وعصارة الأفسنتين أو القنطريون أو الفراسيون وعصارة ورق البطم الأخضر أو ورق الشمشار.
أو ورق الصنوبر وخصوصاً إذا طبخ بخل خمر وعصارة قثاء الحمار وعصارة الخربق الأبيض أو طبيخه أو الأفتيمون وعصارة الفوتنج بالسقمونيا أو عصارة الشيح أو عصارة المرماخور أو ماء العسل بشيء عن هذه العصارات وكذلك عصارة الفجل وعصارة البصل وخصوصاً الطلخسار أو بزر البصل بماء العسل أو بعض المرارات وخصوصاً إذا سخنت في جوف رمان بشحمه.
وكذلك طبيخ حب الكبر الطري أو عصارته وعصارة الترمس أو الصبر بالماء الفاتر أو قسط مسحوق أو عاقر قرحا وجميع هذه في الدود أنجع وأقوى.
ومما جرب للدود أن يؤخذ عن الشراب درهمان ومن العسل ثلاثة دراهم ومن دهن الورد درهم واحد يخلط ببياض بيضتين ويفتر ويجعل في الأذن بصوفة مغموسة فيها يملأ بها الأذن ويتكئ عليها المتشكي ولا ينام ثم يختطف دفعة فيخرج دود كثير.
وقد ينفع من أذى الدود صحت عصارة الخسّ المر أو العوسج أو الأفسنتين أو طبيخهما أو سحيق لحاء أصل الكبر أو ماء المرماخور أو المرزنجوش أو البول المعتق.
هذه الأورام من جنس الأورام الحادثة في اللحوم الرخوة وخاصة اللحوم الغددي ويسمى باريطوس ويسمى نبات الأذن وربما بلغ أحياناً من شدة ما يؤلم أن يقتل ومثل ذلك فقد يتقدمه كثيراً اختلاط العقل وهو والورم الكائن في الصماخ أقتل للشبان منه للمشايخ لأنه يكون في المشايخ ألين.
وأما الشبان فهم أسخن مزاجاً ومادة وأورامهم المؤلمة أحدّ كيفية وأشد إيجاعاً وأقلّ إمهالاً إلى أن يجع.
والأورام التي تكون تحت أصل الأذن أسلمها ما كان على سبيل بحران حسن العلامات أما إذا كان عن بحران ليس معه علامة نضج أو كان سباقاً لوقت البحران فهو رديء.
وهذه الأورام بالجملة قد تكون عن مادة حارة صفراوية أو دموية وقد تكون عن سوداء أو من بلغم ويدلّ على الدموي منها حمرة وثقل ومدافعة للحس وضيق في المجاري.
ويدلّ على الصفراوي وعلى الكائن من الدم الرقيق وجع لذّاع ماشراوي بلا ثقل ولا تضييق للمجاري ولكن مع تلهب شديد.
والبلغمي يكون مع تذبّل ولين وقلة حمرة.
والسوداوي مع صلابة وقلّة وجع ومن جنس ما يجب أن يعتني في الأكثر بتبريده وجذبه لا يردعه إذا كانت المادة المنصبة فضل عضو رئيس ولا سيما في بحرانات أمراضها مثل ما يحدث في بحران ليثرغس كثيراً.
وقد أشرنا إلى معرفة هذا في الكتاب الكلي فيجب إذن أن لا يهتم بعلاجه من حيث يستحق العلاج الورمي قبضاً وردعاً في الابتداء ثم تركيباً للتدبير ثم تحليلاً صرفاً بل يجب أن تبدأ وخصوصاً إذا عرض في الحميات وأوجاع الرأس فيعان على جذب المادة إلى الورم بكلّ حيلة ولو بالمحاجم إن كان ليس منجذباً سريع الانجذاب ويتبغي أن تقلّل المادة بالفصد إن احتيج إليه وإن كان شديد التحلب والانجذاب.
تركناه على الطبيعة لئلا يحدث وجعاً شديداً وتتضاعف به الحمى بل يجب أن يقتصر إن كان هناك وجع شديد على ما يرخي ويسكّن الوجع مما هو رطب حار.
وإن كان ابتداؤه بوجع شديد فاقتصر على التكميد بالماء القراح وإن كان خفيفاً فاقتصر على الكماد بالملح أو على دواء الأقحوان وعلى الداخليون ومرهم ماميثا ومر.
وإن لم يكن شديد الخفة وظهر له رأس فليستعمل ما يجمع بين تغرية وتهشيش وإنضاج مثل دقيق الحنطة والكتان مع شارب العسل أو ماء الحلبة والخطمي أو البابونج فإن حدس إنه ليس يتحلل بل يقيح فالواجب أن يخرج القيح إما بتحليل لطيف إن أمكن أو عنيف ولو بشرط ومص ومما يخرج القيح منه بعد البط أو الشرط دواء أسميلون ومما هو موافق في هذه العلة لجذبه وتحليله ولخاصية فيه بعر الغنم بشحم الأوز أو الدجاج ومن ذلك نورة وكعك وشحم البقر غير المملح.
وأما المزمن فيحتاج إلى رماد الصدف والودع مع العسل أو مع شحم عتيق أو يؤخذ التين ويطبخ بماء البحر أو يستعمل الأشق وحده أو مع غيره وكذلك الزفت الرطب والمقل بوسخ.
الكوائر والميعة السائلة ومخ الإبل.
فإن صارت خنازير وثبتت فليتخذ مرهم من هذه العناصر.
ونسخته: علك البطم وزفت وحب الدهمست وميويزج وصمغ عربي وكمّون وفلفل وأصل اللوف وقنة وكزبرة وقردمانا ورماد قشور أصل الكبر وعاقرقرحا وبعر الغنم والماعز والشحوم وخصوصاً شحم الخنزير والماعز والتيوس الجبلية خصوصاً للسوداوي.
وكذلك أدمغة الدجاج والقبج والبقر ومخاخ البقر وخصوصاً الوحشية والأدهان.
أما لما هو أسخن مادة فإن الورد والبنفسج ولما هو أبرد مادة دهن السوسن والشبث والبابونج والخروع وينفع من هذه الأورام إذا عسرت مرهم الريتبانج.

.فصل في هرب الأذن من الأصوات العظيمة:

يكون السبب فيه ضعف في القوة النفسانية في الدماغ أو الفائضة إلى السمع ولا بدّ من علاج الدماغ بما يقويه على ما علمت.

.الفن الخامس: أحوال الأنف:

وهو مقالتان:

.المقالة الأولى: الشمّ وآفاته والسيلانات:

.فصل في تشريح الأنف:

تشريح الأنف يشتمل على تشريح عظامه وغضروفه والعضل المحركة لطرفيه وذلك مما فرغ منه.
ومجرياه ينفذان إلى المصفاة الموضوعة تحت الجسمين المشبهين بحلمتي الثدي والحجاب الدماغي هناك أيضاً يثقب ثقباً بإزاء ثقبة من المصفاة لينفذ فيها الريح ويؤدّي ولكل مجرى ينفذ إلى الحلق وتشريح الآلة التي بها يقع الشم وتلك هي الزائدتان الحلميتان اللتان في مقدّم الدماغ ويستمدان من البطنين المقدمين من الدماغ وكذلك تتصفّى الفضول في تلك النقب.
ومن طريقها ينال الدماغ والزائدتان الناتئتان منه الرائحة ينشق الهواء.
والدماغ نفسه يتنفس ليحفظ الحار الغريزي فيه فيربو ويأزر كالنابض وقد يربو عند الصياح وعند اختناق الهواء والروح إلى فوق.
وفي أقصى الأنف مجريان إلى الماقين ولذلك يذاق طعم الكحل بنزوله إلى اللسان.
وأما كيفية الشم فقد ذكرت في باب القوى.
وأما أن الرائحة تكون في الهواء بانفعال منه أو تأدية أو بسبب بخار يتحلّل فذلك إلى الفيلسوف وليقبل الطبيب أن الشمّ قد يكون في الأصل باستحالة ما من الهواء على سبيل التأدية ثم يعينه سطوع البخار من في الرائحة.
وإذ قد ذكرنا تشريح الأنف ومنفعته والعضل المحركة لمنخريه فيما سلف فالواجب علينا الآن أن نذكر أمراضه وأسبابها وعلاماتها معالجاتها.

.فصل في كيفية استعمال الأدوية للأنف:

اعلم أن معالجات الأنف منها ما لا يختصّ بأن يكون من طريق الأنف مثل الغراغر والأطلية على الرأس ومنها ما يختصّ به مثل البخورات والشمومات ومثل السعوطات وهي أجسام رطبة تقطر في الأنف ومنها النشوقات وهي أجسام رطبة تجتذب إلى الأنف بجذب الهواء.
ومنها نفوخات وهي أشياء يابسة مهيأة تنتفخ في الأنف ويجب أن تنفخ في الأنبوب وكل من أسعطته شيئاً فمن الصواب أن يملأ فمه ماء ويؤمر بأن يستلقي وينكس رأسه إلى خلف ثم يقطر في أنفه السعوطات.
ويجب أن ينشق كل ما يجعل في الأنف إلى فوق كل التنشّق حتى يفعل فعله وكثيراً ما يعقب الأدوية الحادة المقطّرة في الأنف والمنفوخة فيها لذع شديد في الرأس وربما سكن بنفسه وربما احتيج إلى علاج بما يسكن والأصوب أن يكون على الرأس عندما يسعط بشيء حاد حريف خرق مبلولة بماء حار وقد عرق قبله إما بلبن حلب عليه أو دهن صب عليه مثل دهن حبّ القرع ودهن الورد ودهن الخلاف فإذا فعل السعوط فعله أتبع بتقطير اللبن في الأنف مع شيء من الأدهان الباردة فإنه نافع.

.فصل في آفة الشمّ:

الشمّ تدخله الآفة كما تدخل سائر الأفعال فإنّ الشمّ لا يخلو إما أن يبطل وإما أن يضعف وإما أن يتغير ويفسد بطلانه وضعفه على وجهين فإما أن يبطل ويضعف عن حس الطيب والمنتن جميعاً أو يبطل ويضعف عن حس أحدهما.
وفساده تغيّره أيضاً على وجهين.
أحدهما: أن يشمّ روائح خبيثة وإن لم تكن موجودة.
والثاني: أن يستطيب روائح غير مستطابة كمن يستطيب رائحة العذرة ويكره المستطابة.
وسبب هذه الآفات.
إما سوء مزاج مفرد وإما خلط رديء يكون في مقدّم الدماغ والبطنين اللذين فيه أو في نفس الشيئين الشبيهين بحلمتي الثدي وأما شدّة في العظم المشاشي عن خلط أو عن ريح أو عن ورم وسرطان ونبات لحم زائد أو سدّة في الحجاب الذي فوقه.
وكثيراً ما يكون الكائن من سوء المزاج المفرد حادثاً من أدوية استعملت وقطورات قطرت فسخّنت مزاجاً أو أخدرت وبردت أو فعل أحد ذلك أهوية مفرطة الكيفية وقد يكون من ضربة أو سقطة تدخل على العظم آفة.
العلامات: إذا عرض للإنسان أن لا يدلك الروائح ووجدت هناك سيلاناً للفضول على العادة فلا سدّة في المصفاة وإن وجدت امتناع نفوذ النفس في الأنف وغنة في الكلام فهناك سدّة في نفس الخيشوم وإن احتبس السيلان ولم يكن لسوء مزاج الدماغ وقلّة فضوله وكان ما دون المصفاة مفتوحاً فهناك سدّة غائرة.
وإن كان السيلان جازياً على العادة ولا سدّة تحت الخيشوم وما يليه فالآفة في الدماغ فتعرف مزاجاته وأفعاله وأحواله مما قد عرفته وكذلك إن كان ضعف في الشمّ ونقصان.
وأما إن كان يجد ريح عفونة ويستنشق نتناً فالسبب فيه خلط في بعض هذه المواضع عفن يستدلّ عليه بمثل ما علمت.
وإذا اشتم في الأمراض الحادة روائح غير معتادة ولا معهودة ولا عن شيء ذي رائحة حاضر ومع ذلك يحسّ رائحة مثل السمك أو الطين المبلول أو السمن وغير ذلك وهناك علامات رديئة فالموت مظل.
وإن كان سببه سوء المزاج فيجب أن يعالج بالضدّ ويقصد مقدّم الدماغ من النطولات والشمومات والنشوقات والأطلية والأضمدة المذكورة في باب معالجات الرأس.
وأكثر ما يعرض من سوء المزاج هو أن يكون المزاج بارداً إما في البطنين المقدّمين بكلتيهما أو في نفس الحلمتين.
وأنفع الأدوية لذلك السعوطات المتخذة من أدهان حارة مدوفاً فيها الفربيون والجندبيدستر والمسك.
وإن كان السبب فيه خلطاً في بطون الدماغ استدلّ عليه بما قيل في علل الدماغ.
واستفرغ البدن كله إن كان الخلط غالباً على البدن كله أو الدماغ نفسه بما يخرج ذلك الخلط عنه بالشبيارات والغراغر والسعوطات والنشوقات والشمومات الملطفة وما أشبه ذلك مما قد عرفته.
وإن احتيج إلى فصد العرق فعل يرجع في جميع ذلك إلى الأصول المعطاة في علاج الدماغ.
وإن كان السبب سدّة في العظم المشاشي المعروف بالمصفاة استعمل النطولات المفتحة المذكورة في باب معالجات الرأس فينطل بها ويكبّ على بخارها ويستنشق منها مدوفاً فيهما فلفل وكندس وجاوشير ويجب أن يلزم الرأس المحاجم بعد ذلك وغرغرة بالأشياء المفتحة الحارة.
ومما جرّب الشونيز ينقع في الخلّ أياماً ثم يسحق به ناعماً ثم يخلط بزيت ويقطر في الأنف وينشق ما أمكن إلى فوق وربما سحق كالغبار ثم خلط بزيت عتيق ثم سحق مرة أخرى حتى يصير بلا أثر.
ومما جرّب وذكر أن يؤخذ زرنيخ أحمر وفوتنج يسحقان جيداً ويغمران ببول الجمل الأعرابي ويشمّس ذلك كله ويخضخض كل يوم مرتين فإذا انتشق الدواء البول أعيد عليه بول جديد ثم يبخر الأنف بوزن درهم منه ثم يعرّق من دهن الورد ومما مدح للسدّة الريحية السعط بدهن لوز مرّ جبلي أو نفخ الحرمل والفلفل الأبيض مدوفين فيه.
وقد ذكر بعضهم أن قشر الرتة إذا جفّف ونفخ سحيقه في الأنف كان نافعاً.
وإن كان السبب فيه بواسير عولج بعلاج البواسير.
وأما الذي يحسّ الطيّب ولا يحسّ النتن فلا يزال يسعط بجندبيدستر مراراً حتى يصلح.
وأما الذي يحسّ النتن ولا يحس الطيّب فلا يزال يسعط بالمسك حتى يحسن حاله ويصلح.